يمتلك العراق العديد من المواقع الأثرية والمزارات السياحية ، فسنوات الحرب والحصار الطويلة وغياب سياسات السياحة، كل ذلك حال دون التعرف الى الثراء التاريخي لهذا البلد الكبير القديم .لكن الحرب الأخيرة أضافت مواضع جديدة إلى معالم السياحة العراقية،كالقصور الرئاسية التي كانت تمثل أماكن سكن صدام وعائلته و كبار المسـؤولين ومراكز الجيش وأجهزة الإستخبارات ، إذ أصبحت هذه القصور من أهم ما يمتلك العراق من المزارات السياحية في الوقت الحاضر . جاء ذلك بعد أن زُرعت العراق بشواهد جنون العظمة ، أعادتنا أي «الشواهد» إلى جنون الفراعنة في مصر وملوك حضارات وأباطرة الصين وأوروبا والهند










فسياحة الآثار تعني محاولة مشاهدة التاريخ والماضي، ومحاولة الرجوع إلى اللحظة التي عاشها بانوا تلك الشواهد. لكن صروحاً جديدة ستبقى شاهداً على ما عاشه العراق وستجد طريقها إلى برامج الزيارات التي ستُعد للمجموعات السياحية المتدفقة على العراق في المستقبل ، لتنظر عن كثب إلى أسطورة صدام ونظامه المنتهي . ولعل أكثر ما سيتمتع السياح بزيارته هو القصور الباذخة التي بناها صدام ، والتي كان مجرد التطلع اليها يكفي في السابق للتعرض للتعذيب والسجن. ويتجاوز عدد هذه القصور 70 قصراً تحيطها مساحات شاسعة من الحدائق الغنّاء والمسطحات المائية الجميلة. وهي جميعاً تعكس قدراً عالياً من التزويق والفخامة التي عمل صدام بجد ومثابرة على ضمانها. وكثيراً ما كان يأمر بتهديم أي جزء من القصور وديكورها إن لم يكن يعجبه، وإعادة تشييده ليأتي متلائماً مع نظرته إلى العظمة والمجد ، وقد أجريت دراسة مؤخراً ثبت فيها عن إمكانية بناء حوالي 50 ألف وحدة سكنية في العراق مقابل قصر رئاسي واحد من قصور صدام البهية . كما ان صدام حرص على اختيار أفضل المواقع وأكثرها إشرافاً ليبني قصوره ذات التصاميم البديعة، والرخام النادرالثمين، معرقلاً في الوقت ذاته حياة الملايين من العراقيين الذين لم تتوفر لهم تلك الكماليات .
ويشعر سكان «حي الكرادة» بالحرية بعد صدام، حيث أصبحوا قادرين على التجول بحرية على كورنيش دجلة المواجه للقصر الجمهوري، في الوقت الذي كانت الحركة في النهر أو على الضفتين المقابلتين للقصر ممنوعة على المشاة أو السباحين .
أما القصر الجمهوري فيمتد بطول خمسة كيلومترات على ضفاف دجلة، مقتطعاً جزءاً كبيرا من مساحة بغداد ومنطقة الرصافة فيها. وتحول القصر - الذي تعلوه تماثيل نصفية عملاقة لصدام تشبه تماثيل محاربي الساموراي اليابانيين- إلى مركز للإدارة المحلية الأميركية .
ويؤكد العاملون في قطاع السياحة أن كثيراً من قصور صدام حسين، وكذلك مقار إبنيه عدي وقصي، ستتحول إلى منتجعات سياحية فخمة وراقية، وأن هذه المنشآت الفخمة ذات الديكور الباذخ ستسهم حتماً في إعطاء دفعة كبيرة لقطاع السياحة في العراق الذي يعاني منذ سنوات طويلة من التخلف، ومن تدهور مزمن في نوعية الخدمات فيه. ويمكننا أن نتخيل من الآن شكل الكتيبات السياحية التي ستروج في المستقبل عن العراق، فالقصور الرئاسية ستتحول إلى نقاط استقطاب سياحية من الدرجة الأولى، إعتماداً على الشهرة التي كسبها صدام. وستصبح مثار فضول ومحطات زيارة للراغبين في الدخول إلى رحاب مرحلة تاريخية كانت محط إهتمام عالمي، وهناك أيضاً احتمال استخدام السجون التي كانت مقراً لمئات الآلاف من المعتقلين وتحويل بعضها الى فنادق مجهزة لاستقبال هواة هذا الصنف من السياحة الغريبة .
وفي الجنوب عادت المياه للتدفق في الأهوار، بعدما ذهب صدام الذي كان يقطع المياه عنها. والمنطقة التي تقارب مساحتها 40 ألف كيلومتر مربع ستنتعش مجدداً، وستعود اليها الحياة الفطرية ونظام الحياة الخاص الذي كان يميزها. ولن ينفع البعوض الكبير الذي تشتهر به منطقة الأهوار في ثني السياح عن القدوم.
الأمر نفسه ينطبق على مناطق كردستان الشمالية الساحرة ذات الجمال الباهر، والتي ستصبح بدون شك ركيزة لحركة سياحة قوية تستقطب ملايين الزوار في المستقبل، في حال استقرت الأوضاع في هذا البلد المزروع بالتنوع!! سياحة من نوع جديد ستشق طريقها إلى العراق. والعراق سيصبح منافساً قوياً لكل دول الجوار، ووجهة رئيسة تستقطب السياح من مختلف أنحاء العالم. والدعاية التي رافقت الحرب الأخيرة والحرب التي سبقتها والتي سبقتها أيضاً كانت أهم حملة ترويج لهذا البلد الغني بالمقومات السياحية .ويعود الفضل بالطبع إلى صدام!!


   بغداد : " السياحة "  

0 رد لحد الآن.

إرسال تعليق

Choose your language

Arab to Chinese (Simplified) BETA Arab to English Arab to French Arab to Italian Arab to German Arab to Italian Arab to Japanese BETA Arab to Korean BETA Arab to Russian BETA Arab to Spanish
بدعم من